فهم طبيعة التقنيات التي تلبي متطلبات المستقبل

إن الكثير من الشركات تعمل على إيجاد مصادر طاقة نظيفة بديلة لا تنتج انبعاثات كربونية، وذلك من أجل استبدال انبعاثات الكربون. تُعد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الآن من بين أكثر مصادر الطاقة اقتصادًا.

وثمة بدائل أخرى لم تكتسب بعد قدرًا كبيرًا من التنفيذ، مثل الطاقة الحرارية الأرضية وطاقة المد والجزر.

يُشاد بالغاز الحيوي بوصفه تقنية تلبي متطلبات المستقبل بفضل خصائصه الذكية التي تراعي المناخ. ويتم إنتاج الغاز الحيوي من خلال التحلل اللاهوائي، أي تحلل المواد العضوية مثل فضلات الطعام أو السماد الحيواني.

على عكس الوقود الأحفوري، فإن الغاز الحيوي متجدد، ويقلل من انبعاثات الميثان، ويعيد توظيف المواد الموجودة حاليًا، ما يجعله بديلاً مثاليًا للغاز الطبيعي التقليدي.

يحمل الهيدروجين الصديق للبيئة، الناتج من انقسام جزيئات المياه باستخدام الطاقة الكهربائية المتجددة، إمكانات كبيرة.

وتغطي تطبيقاته قطاعات متنوعة، فهو يُستخدم باعتباره خلايا وقود لدعم النقل النظيف، ومخزنًا للطاقة اللازمة لموازنة شبكات الطاقة، بل أيضًا وقودًا ذا انبعاثات صفرية للصناعات الثقيلة.

صرحت وكالة حماية البيئة بأن أنشطة النقل تطلق ما يقرب من ثلث انبعاثات غازات الدفيئة. وتهدف شركات تصنيع السيارات إلى خفض الانبعاثات من خلال جعل المحركات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود أو التحول إلى الطاقة الكهربائية.

ومع ذلك، فإن السيارات الكهربائية تحتاج إلى الكثير من العمل والابتكار في مجالات أخرى، مثل البطاريات القابلة للشحن ذات السعة العالية والبنية التحتية للشحن. بالإضافة إلى ذلك، لا يزال الاعتماد على الوقود الأحفوري في الكثير من شبكات الطاقة يحد من فوائد السيارات الكهربائية.

للزراعة والثروة الحيوانية أثر بيئي كبير، بدءًا من ارتفاع تكاليف استخدام الأراضي والمياه وصولاً إلى العواقب البيئية المترتبة على المبيدات الحشرية والأسمدة والنفايات الحيوانية. ونتيجة لذلك، ثمة فرص كثيرة لتوظيف التقنية التي تلبي متطلبات المستقبل في مجال الزراعة.


تساعد الزراعة العضوية في الحفاظ على صحة التربة. يمكن للابتكارات في تغذية الماشية أن تقلل انبعاثات الميثان. ويمكن لبدائل اللحوم أن تعمل على خفض الطلب على الماشية.

تسعى إعادة التدوير إلى الحفاظ على الموارد النادرة من خلال إعادة استخدام المواد أو إيجاد البدائل المستدامة. إن الكثير من الأشخاص يعيدون تدوير المواد الشائعة مثل البلاستيك والزجاج والورق والمعادن. ومع ذلك، يمكن لعمليات إعادة التدوير الأكثر تقدمًا أيضًا استعادة المواد الخام القيِّمة من النفايات الإلكترونية أو قطع غيار السيارات.

إن احتجاز الكربون يشكل مجموعة من التقنيات الجديدة التي تهدف إلى إزالة غازات الدفيئة وتخزينها. وتُسحب هذه الغازات من الهواء أو من مصدرها.

على الرغم من الترويج الكبير لابتكار هذه التقنية من قِبل صناعة الوقود الأحفوري، فإنها لم ترقَ بعد إلى مستوى هذه التوقعات. فمثلاً، لا يستطيع أكبر مرفق احتجاز كربون إلا إزالة 4000 طن فقط من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهذه كمية ضئيلة جدًا بالنسبة إلى إجمالي الانبعاثات السنوية.